من البديهيات المسلم بها لدى العقلاء أن لكل مهمة من بلائمها ..
وأن تميز الإنسان في مجال ما في الحياة لا يعني بالضرورة: أنه قد تحول
إلى رجل موسوعي أو سوبر مان يلاءم كل مهمة وينتدب لكل نازلة
إلا أن الوسط الدعوي لا يزال للأسف استيعابه العملي لهذا التنوع البديهي
دون المستوى المطلوب وفي حاجة إلي إعادة النظر من جديد
فمن يتسم مثلا بقدر من العلم، ولديه القدرة
على الخطابة والحديث صار يلاءم كل مهمة ذات بعد دعوي
وإن لكل مهمة لها ما يلائمها... فمن يصلح للقضاء مثلا
قد لا يلاءم الفتوى ... ومن يصلح للتدريس والتعليم... قد لا يصلح للوعظ *
ومن يصلح للوعظ ... قد لا يصلح لإدارة فريق عمل وهكذا
ورغم اتساع دائرة التسليم النظري لهذا البديهيات
إلا أن الواقع العملي لمجتمعنا يؤكد وجود فجوة وهوة واسعة
وعدم فهم لهذه البديهيات...بين العلماء والمثقفين إلا ما رحم ربي....
والمعايير... ينبغي أن تستمد من طبيعة المهمة والموقف...
وأن تبنى وفق منهجية علمية ...وألا تكون مجرد قائمة
من الصفات المستحسنة تتكرر في أى مكان وأي زمان
مع تغيير طفيف أو شكلي ..
وتمثل هذه المعايير.. أداة لاختيار الأفراد الملائمين وأداة للتقويم
حتى تقلل من الذاتية في الحكم علي الأشياء و تقود في النهاية إلى
الإسهام في التأهيل الملائم للمهمة....