لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله

ثم أما بعد

اعلم آخى الكريم أن الطريق الى الله

يبدأ من كونك غافلا عن الله

و ممكن من قبل ذلك و لكن دعونا نبدأ من هنا

فغالبا و ليس دائما ما تكون البدايات صعبه

إلا لمن سهل الله عليه

فمن كونك غافلا

و ثم

يبد أ الله فى دعوتك إليه

فهنا تكون البداية

اسهل بعض الشئ

لقوله تعالى

{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }

فبدأ بحبه لهم فأحبوه

و لولا ما دعاهم ما استجابوا إليه

و حين الوصول

يبدأ طريق السير مع الله

فى طريق لا معلم فيه إلا الله

و حين هذه البداية .. تكون أصعب مرحله

وهى أن تعلم أنه ليس إلا الله

فلا صاحب و لا خليل و لا حبيب

ولا أنت و لا انا و لا أحد

إلا الله

فيبدأ القهار فى التجلي

بصفات الجلال

و بعد أن يكون قهر بلطفه محبتك

و انتماءاتك و اهتماماتك

يبدأ قهر .. بعزة العزيز الحكيم

و سبحانه مالك الملك حين قال :

{ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }

النمل : 34

فكذلك حين يدخل قلبك

و أول ما يبدأ

بقهر ثقتك فى نفسك

أو بالأحرى .. البقية المتبقية

من إحساسك بالمتعة

من اثر تجليات الجمال فى طريقك إليه

فتقهر نفسك وتنعدم الثقة فيها

و يبدأ بإعدام ثقتك فيما تعلمته فى

طريقك إليه

و هنا

{ َبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}

( الزمر : 47 )

فتقف وتقول أين ما كنت فيه

أين ما تعلمته من المشايخ و العلماء ؟؟!!

أين ما تعلمته من القران ؟؟!!!

أين ما تعلمته من ألله !!!!!!!!!!

أين أنا .. أين ما كنت فيه و توصلت إليه

؟؟؟

فيقهر عقلك و يفقدك الثقة فيه

فتُصدم منزهِلا ً ..دون أن تسقط

و كأنك

مذبوح حديثا

- و تقول أين أنت؟!!!!!!!!!!!

و يستمر القهار فى التجلي بحكمة قهره

و

{ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ }

( ال عمرا : 179 )

حتى تجثو على ركبتيك و تصرخ

بكل ما هو متبقي فيك من قوه

أين الله

؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!

و :

{ َبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار }

( ابرهيم : 48 )

حتى يقهر كل ما تعلمه من البقية المتبقية

مما ترى فى نفسك و عقلك و خلقه

و كل ما تقع عليه عيناك و حواسك

فتقهر ثقتك فى حواسك

و تفقد الثقة فيما ترا و فيما تشعر

و حينها يصبح الأمر

{ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ... لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }

( غافر : 16 )

و هنا تسقط صريعا

على شط

بحر الجبروت

.........................

و لا تنتظروا اخر

فهذه بداية الطريق معه

و الله

هو الاول و الاخر

ففهم