بسم الله الرحمن
الرحيم
العلاج بالتقوى والقرآن الكريم
قال تعالى: {
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }82 الإسراء.
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم(الفاتحة دواء من كل داء) رواه البيهقي عن
عبدالملك بن عمير رضي الله عنه،
ولقد تم علاج آلاف البشر بالرقية من
أمراض كثيرة منها أمراض السرطان والقلب والضغط والسكري والعمى والصم
والبكم والقرحة والنشفان والتكلس بأنواعه وتنميل الأطراف وأوجاع الظهر
والمفاصل والشلل والصداع النصفي والسمنة والالتهابات، وأمراض نفسيه منها
الصرع والوسواس وتشتيت الذهن والنسيان والكآبة والروباص وضيق النفس
والنرفزة من الحجاب للسيدات والجنون وانفصام الشخصية والرغبة في الشذوذ
الجنسي، وكثير من الأمراض العضوية والغير عضوية، وفك السحر: مثل ربط الرجل
عن زوجته أو منع الحمل أو منع الزواج أو قتل الأجنة الخ.
فقط توضأ
ثم اجلس مسترخياً وباسطاً يديك وكفيك وقدميك ما استطعت، واقرأ الفاتحة مئة
مرة، فإذا شعرت بأحد الأعراض التالية: التثاؤب أو النعاس الشديد ورغبه
بالنوم -لا تقاوم- أو ثقل أو ألم بالرأس أو بأحد أعضاء الجسم أو رغبه شديدة
بالخروج من المكان أو ضيق بالصدر أو اختناق أو إصفرار بالوجه أو دَمَعَت
أو شخصت أو احمرت العينان أو أصابهما حكة أو شعرت برغبة حادة بالبكاء أو
نمّلت أو اخضرت كفوف اليدين أو القدمّين جزئيا أو كلياً أو بعض الجسم أو
عرق أو برد أو سخن الجسم أو بعضه أو شعرت كأن لهباً يخرج منه، أو بدأت بعض
العضلات تنتفض في الجسم أو شعرت بتحرك سوائل أو أجسام غريبة داخل الجسم أو
شعرت برغبة مفاجئة بإخراج ضراط (ريح) أو بول أو براز، فإذا حدث أحد هذه
الأعراض فلقد بدأ القرآن بعلاج الجسم وطرد الأمراض ومسبباتها منه، فلا تخف
واستمر في القراءة، ولأحسن فائدة اقرأ حسب التالي:
اقرأ الفاتحة مئة
مرة وكل مرة بالصيغة التالية: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان
الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم،
مالك يوم الدين، اياك نعبُد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين
أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين.
( وتستغرق قراءة
الفاتحة مئة مرة حوالي 15 دقيقة)، ثم آية الكرسي مئة مرة، ثم الإخلاص مئة
مرة، ثم الفلق مئة مرة، ثم الناس مئة مرة، ثم كرر مئة مرة الذكر التالي:
اللهم
صلِّ وسلم وبارك في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك على عبدك وحبيبك سيدنا
محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وأتباعه.
والأعداد السابقة هي فقط
تقريبية ولم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنها ناتج تجارب، سنناقشها
لاحقاً بعون الله تعالى، والترتيب مدروس ومُجرّب وله أسبابه وسنتدارسه
لاحقاً بعون المولى.
مدة الرقية السابقة ساعة ونصف تقريباً، ويجب أن
تكرر باليوم مرتين على الأقل ( أو الالتزام بجدول العلاج الموضح لاحقاً )،
وكلّما زاد عدد المرات زادت سرعة العلاج، ولقد تم بحمد الله علاج اسهل
الحالات خلال نصف ساعة وأصعب الحالات المصابة ببداية السرطان خلال أشهر،
وذلك بمساعدة إرشادات أخرى سنسردها بهذه الصفحات بعون الله تعالى، ولكن
نُفضل قبل استكمال قراءة هذا البحث عمل الرقية السابق شرحها ولو مرة واحدة
كحد أدنى.
إن ما يشعر به الإنسان من الأعراض السلبية السابق شرحها
والناتجة عن قراءة القرآن الكريم، والتي يتم التوقف عن الشعور بها إذا
توقفت القراءة للقرآن، وتعود الأعراض للظهور مع العودة لقراءة القرآن، هذه
الأعراض هي مؤشر أكيد لوجود أمراض وشر داخل الجسد، كما أنها مؤشر على إن
الرقية بدأت بإخراج وطرد تلك الشرور وعلاج الأمراض.
ولا يستطيع
عاقل الإدعاء أنّ ما يُلازم قراءة القرآن من أعراض سلبية تظهر مع قراءة
القرآن وتزول بتوقف القراءة وتعود بقراءة القرآن هي أعراض طبيعية، بل هي شر
كبير دون أدنى جدل.
ومن هذا الأساس نبدأ رحلة استكشاف لعالم محيط
بنا غريب وعظيم ينكره بعضنا فقط؛ لأنه خارج نطاق طيف الألوان التي يستطيع
نظامنا البصري رؤيته وخارج مجال الموجات التي يستطيع نظامنا السمعي
استقباله، وننكر هذا الحجم الضخم من العالم رغم أن أجهزتنا البسيطة التي
تتعامل مع الكهرباء الساكنة تشير إلى وجوده وتُحدد الكثير من مواصفاته.
ما
سنسرده هنا هو معلومات حصيلة تجارب وتحقيق عملي دقيق شهد عليه الكثير من
الناس ويسهل إعادتها للتأكد من مصداقيتها، ولقد تغيرت حياة الكثيرين لمجرد
أنهم قرؤوا هذه الصفحات القليلة وتمّ إنقاذ آلاف البشر بسببها فلا تكن أنت
أقل حظاً من غيرك.
ولكي نعلم ما سبب الأعراض التي تتلازم مع
قراءة القرآن الكريم وتتوقف وتزول بتوقف قراءة القرآن الكريم وتعود للظهور
كلما عادت قراءة القرآن، وحتى لو كانت القراءة من مُسجل أو مُلحد على أي
إنسان، بل إن هذه الأعراض تظهر حتى لو وصل الأمر بأن يقرأ القرآن مُلحد على
مُلحد أخر، ولكي نعلم علاقة هذه الظواهر بما يُصيبنا من أمراض وكيفية
التعامل معها والسيطرة عليها، يجب أن نتحلى بكم كبير من حُب الاستطلاع
وقدرة على سماع رأي غريب عما أسسنا أفكارنا عليه، رأي مبني على علم تمّ
إخفاؤه عن معظمنا بمكر عظيم من قبل عدو شديد العداء لبني البشر، لا هدف له
سوى الفساد، علم أساسه العقيدة والفيزياء والكيمياء والطب والهندسة بتداخل
لا يهدي إليه أحد إلا هُدى الله تعالى.
في الصفحات التالية سنبين
بالتجارب العلمية والتي يُمكن لأي إنسان أن يُعيدها، الطاقة الخارجة من
قراءة القرآن وتأثيرها ومواصفاتها وكيفية تخزينها وإعادة استخدامها
وخيريّتها، والطبيعة الفيزيائية للشياطين والسحر وكيفية تأثيرهم في أجسادنا
وتسبيبهم للأمراض والأدلة على أن معظم أمراض البشر بسببهم، ولكي نبدأ
برحلتنا فإن هناك أساسات يجب التأكيد على فهمها بشكل دقيق وهي ما يلي:-
أولا:
نُريد أن نؤكد أن الإيمان بوجود الشياطين هو من صُلب عقيدتنا الأسلامية،
وأن الله -عز وجل- حرص على أن ُيفهمنا من أول القرآن الكريم في سورة البقرة
وحتى أخر سورة في القرآن الكريم، وهي سورة الناس بأن إبليس وجنوده - لعنهم
الله - هم عدونا الأول والأكثر لدادةً وكيدًا ومكرًا، وأن الحياة في الأرض
تدور حول إذن من جلال الله -عز وجل- إلى اللعين إبليس لعنه الله، بالتسلط
على الناس لإضلالهم.
إن تكرار الله -عز وجل- لتحذيراته من أوائل
آيات القرآن وحتى آخره، وتكرار سرد القصة من أوجه عديدة وتكرار التحذير من
الشياطين والحرص على إفهامنا أبعاد المعركة وخطورة العدو وأساليبه وأهدافه،
هذا الحرص من الله -عز وجل- لم يكن عبثاً ولا لهواً،.... بل لأنه الأمر
الأخطر في الحياة، وأساس كل الحروب التي خاضتها وتخوضها الأمة الأسلامية
وأساس كل حروب العالم، وإن هذا الموضوع هو ألف باء الحياة التي يجب فهمها
حتى نُسيّر شؤون حياتنا من أبسطها في بيوتنا مع أطفالنا وأزواجنا إلى
أعظمها ، ولذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليمنا الاستعاذة
والتحرز من الشيطان بكل عمل نقوم به في حياتنا، قال تعالى
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ
الشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـذَا
صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً
أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ ) 60-62 يس.
وجميع جنود إبليس -
لعنه الله - هم أبناؤه وأحفاده، ويُعتبر القرآن من أهم وسائل قتلهم كما
سنشرح لاحقا، فهم لا يمرضون ولا يصابون بحوادث إلا ما ندر، ويُعالجون
أجسامهم التي تحترق بالقرآن أو من الحوادث خلال ثلاث أيام والله اعلم، فبعد
اليوم الأول يُكملوا علاج نصف حروقهم وفي اليوم الثاني ثلاث أرباع حروقهم
وفي الثالث يُشفون تماما، وأعداد الشياطين كثيرةً جدا وتفوق البشر بكثير،
لذلك عادةً ما نُصادف من يتلبسه عدة شياطين وأحيانا ملايين الشياطين.
وإبليس
- لعنه الله - كان من الجن فسخطه الله تعالى عندما رفض السجود لسيدنا آدم
عليه السلام، كما سخطه الله -عز وجل- مرةً ثانية عندما بُعث نور البشر
سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- ومرةً ثالثة عندما نزلت سورة الفاتحة،
والسخط كان لإبليس - لعنه الله - ولمن تبعه من قومه، وعليه فإن الشياطين
قوم مسخوطون عن الجن.
وقيل أن الجن هم قوم من الملائكة، وقيل أن
إبليس – لعنه الله - كان قد رُفع إلى قدر الملائكة بما كان قد توسم بأفعال
الملائكة وتشبه بهم من تعبد وتنسك، والدليل على ذلك قوله تعالى: ( وَإِذَا
قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ
كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) 50 الكهف، فلقد شمله
الله تعالى مع الملائكة بأمر السجود التشريفي لسيدنا ادم عليه السلام، وجاء
في تفسير ابن كثير: ( قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة
عين قط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر، رواه ابن جرير
بإسناد صحيح عنه) والله أعلم.
وإبليس وجنوده - لعنهم الله - لا
يزرعون ولا يحصدون ولا يبنون بيوتاُ ولا يشترون طعاماُ ولا يطبخون ولا
يحيكون ملابساُ ولا يحتاجون إلى المال، هم يعيشون شبه عالة على بني البشر
ومتفرغون لتضليلهم وهدم حياتهم وذلك بنشر الفاحشة والصد عن سبيل الله
تعالى، وإفقار البشر والتسبب في الأمراض، حيث الفقر والمرض هو سبيلهم لبيع
الأعراض وارتكاب الجرائم ونشر الفاحشة، وأكثر أعداء إبليس وجنوده هم
المجاهدون في سبيل الله -عز وجل- ثم الدعاة إلى الله تعالى ثم الأقل فالأقل
تقوى من المسلمين.
وتأكل الشياطين العظم وروث الحيوان ويشموا
الروائح التي نشمّها ويتمتعوا جداً بالبخور، ويعيشون بالصحاري والجبال
والخرب، كما تشارك الشياطين الناس في كل ما لم يذكروا اسم الله عليه من أكل
أو لبس أو غيره، ويستمتعوا جدا بالمخدرات والمُسكِرات والدّخان بأنواعه
(السجائر والشيشة)، كما ويحب الشياطين الموسيقى والرقص جدا، ويعيش الشياطين
في المزابل وبين الناس وفي بيوتهم وخاصة الأماكن النجسة من الحمامات (داخل
المراحيض والبلاليع)، وهم قبائل ولهم ملوك، ويتزعم الشياطين إبليس - لعنه
الله- ولهم دولة لها تنظيمها المُعقد في التسلسل القيادي، ومن الشياطين من
هو طائر، ومنهم الزواحف، والغواص وكلهم يتحرك بسرعة الموجات الكهرومغنطيسية
( الضوء) والله أعلم.
ولقد شرح كتاب ( تلبيس إبليس- لابن الجوزي
البغدادي) الكثير عن المهارات الفردية للشياطين في تلبيس الحق بالباطل
وجرالناس بخطوات الضلال، ومن أفضل الكتب في شرح الغامض من حياة الجن معتمدا
القرآن والسنة كتاب ( أحكام المُرجان في إحكام الجان للشيخ بدر الدين
الشبلي )، كما أن كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" لكاتبه الضابط النصراني في
البحرية الأمريكية قدم معلومات قيمة عن كيفية تخطيط إبليس والشياطين -
لعنهم الله- بالتعاون مع قادة البشر لتحريض الحروب بين الدول وهدم قيم
البشرية وأخلاقها وصرفهم عن توحيد الله -عز وجل- ( في الطبعات الأخيرة
حُذِف الكثير من أسرار هذا الكتاب).
ومن المعلومات الخاطئة عند كثير
من البشر أن الاستعاذة بالله تعالى وذكر إسم الله -عز وجل- والبسملة تصرف
الشياطين، بل وأكثر من ذلك فإن الناس تعتقد خطأً أن الذين يُصلون ويقرؤون
القرآن، لا تقترب منهم الشياطين ولا يُصيبهم سحر، ويظنون أن الشياطين لا
تدخل المساجد وخاصة الحرم المكي، والحقيقة ان الاستعاذة أو البسملة هي فقط
تُبعد القرين والشياطين عن العمل الذي نحن بصدده، ولكنهم يبقون على مسافة
قريبة منا وقد تكون خارج البيت أو أبعد قليلاً، إلا الذين عليهم حفظة من
الله تعالى، أما من يتلبسه الشيطان فان الشيطان يبقى داخل جسده يأكل معه
ويلازمه وينكح معه والعياذ بالله من هذا البلاء، قال تعالى (وَشَارِكْهُمْ
فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) 64- الإسراء، ويخنُس الشيطان إذا ذُكر الله ً
داخل جسد المتلبس به، ويدخل معه المسجد ويبقى معه في صلاته وحتى وهو يقرأ
القرآن يسمع ويرى مستخدما الجسد البشري ويحضر الاجتماعات التي يُذكر فيها
اسم الله تعالى، فإذا ذُكر الله تعالى قبل الأكل فإن الشيطان يتأذى من
الأكل المسمى عليه كما نتأذى من شرب الماء المالح مثلاً، ويبقى داخل الجسد
خانساُ، وهنا مكمن الخطر فذكر الله -عز وجل- لا يحمينا إلا من الشياطين
المتجولة، وليس كل المتجولة بل فقط الضعيف منها الذي لا يحتمل ذكر الله
عزوجل، وإننا نحتاج الكثير لنحمي أنفسنا من الشياطين المردة أو من الشياطين
المتلبسة داخل أجسام البشر، وهذا هو جوهر هذا الكتيب وسببه، إن قول الدعاء
الوارد بالحديث عن رسولنا الحبيب - صلوات الله وسلامه عليه- عند الخروج من
البيت ( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ) يُبعد
الشيطان عنا مسافة تكفي لأمننا، وكذلك دعاء دخول البيت ودعاء الخروج من
المسجد، ومع ذلك تبقى الشياطين تسرح في المسجد بين المصلين وأثناء الصلاة
وأثناء قراءة القرآن، ويتحملون الحروق التي تصيبهم من نور القرآن، والدليل
على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر بسد الفراغات بين المصلين
لكي لا يتخللهم الشياطين، كما ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم
صد إبليس الذي هاجمه بالنار وهو في المسجد يصلي.
أما الشياطين التي
تلبست جسد الإنسان فإنها تخنس داخل الجسد عند ذكر الله -عز وجل- ولا تهرب،
وتبقى تسمع وترى مسيطرةً على الحواس الخمس لجسد المتلبس به، وذكر الله -عز
وجل- يحرقها، ولكنها تتحمل الكثير من الحرق قبل أن تستسلم، كما أن الشياطين
الراصدة لشخص ما بعينه تبقى تلاحق الشخص المرصود، والرصد لا يكون إلا بعمل
سحر، ويبقى الشيطان ملاحقاُ للمسحور ولو عن بعد حتى تحين له الفرصة فيتلبس
المرصود، فعلى سبيل المثال إن تمّ عمل سحر لشخص ما، فإن الشيطان الموكّل
بالسحر يبقى يُلاحق الإنسان المراد عن بعد ما دام ذاكراً لله -عز وجل-
متحصناً به، ويبقى الشيطان ينتظر الفرصة التي يرتكب بها هذا الشخص أحد
الأخطاء التي تسبب كسر الحصن الطبيعي للمرصود ومن ثمّ يدخل الشيطان إلى
جسمه ويتلبسه.
مسببات كسر حصن الإنسان الطبيعي الذي خلقه الله -عز
وجل- والحافظ من الشياطين:
1- نواقض الإسلام وهي باختصار ( التعرض
بأذى لذات الله أو صفاته أو أسمائه، الشرك الأكبر بالله، التعرض بأذى
للقرآن، التعرض بأذى للرسول -صلى الله عليه وسلم- أو لأحد من المُرسلين،
نقض معلوم من الدين بالضرورة، تحليل الحرام أو تحريم الحلال، موالاة الذين
كفروا، الحكم بغير ما أنزل الله، السحر)، ومن التعرض بأذى لذات الله هو سب
الله أو الدين، ومن الشرك بالله الحلف بغير الله أو الذبح لغيره، ومن تحليل
الحرام هو اعتبار التعري سلوكاً شخصياً لا علاقة للشرع به أو اعتبار الربا
تجارة وغيره .
2- ارتكاب أي من الكبائر ولو مرة واحدة وهي ( الشرك
بالله، إتيان السحرة، قتل النفس التي حرم الله، قذف المؤمنات المحصنات، أكل
مال اليتيم، أكل الربا، التولي يوم الزحف، الزنا، اللواط، أكل أموال الناس
بالباطل، شهادة الزور، شرب الخمر، لعب الميسر، عقوق الوالدين، الخيانة،
الكذب، نقض العهد ..الخ )، ومن التعامل والتعاطي مع السحر هو إتيان السحرة
أو العرافين أو المنجمين أو قارئي الحظ أو الكف أو ما شابه ذلك، ومن الزنا
حضور المراقص أو الأفلام الخلاعية أو المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي
تبدو بها عورات النساء أو الرجال أو إسقاط المرأة لحجابها خاصة إذا زادت من
كشف جسدها، وشر من الزنا هو الترويج للزنا مثل بيع الصحف والمجلات الداعية
للفجور والزنا، وشر من الربا الترويج للربا وذلك بالعمل في البنوك
الربوية، ومن القتل إمداد جنود الكفر ولو بقطرة ماء، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ( من شارك بقتل مسلم ولو بشق كلمة كتب على جبينه آيس من
رحمة الله) ولا يخفى على عاقل بأن إمداد جنود الكفر بقطرة ماء هو أمر أكثر
من المشاركة بشق كلمة لقتل أكثر من مسلم، وللمزيد نرجو مراجعة كتاب
الكبائر.
3- الغفلة الشديدة عن ذكر الله -عز وجل- وأكثر الغفلة
كسرًا لحصن المسلم ترك الصلاة وما فرض الله -عز وجل- من صيام وزكاة، ويبقى
الحصن مكسوراً حتى يعود المُسلم إلى الله -عز وجل- ويستغفره بشدة عن غفلته
وذنوبه.
4- الغضب الشديد أو الفزع الشديد أو (النقزة) أو الرعب
الشديد أو القنوط أو اليأس من رحمة الله -عز وجل- ويحدث كسر الحصن إذا لم
يُذكر اسم الله -عز وجل- فور وقوع هذه الحالات، ويبقى الحصن مكسوراً حتى
يعود الإنسان إلى طبيعته، وبالنقزة يدخل الشيطان أجسام معظم الأطفال، ومعظم
الأطفال المشاغبين والفاشلين بالدراسة ملبوسون شياطين والله أعلم.
5-
الوقوع تحت تأثيرالسحر من أسباب كسر الحصن الطبيعي للمسحور، والسحر
كالضربة فإذا كان الحصن قوياً بشكل كافٍ، ردّ الضربة، أما إذا كان الحصن
ضعيفاً فيتم خرقه، والسحر درجات وأنواع، وليس بالضرورة أن سحر الإنسان يسبب
دخول شيطان إلى جسده، ولكن السحر قد يكسر الحصن فإذا كُسر دخله شيطان،
والسحر يُسبب توهم الإنسان بغير الحقيقة كما تمّ إيهام سيدنا موسى عليه
السلام وخُيل له من السحر بأن الحبال والعصي تسعى قال تعالى: (قَالَ بَلْ
أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن
سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) 66 طه، والمسحور قد يسمع أو يرى غير الحقيقة،
ومن ثم تختلط عليه الأمور ويسيئ التصرف، وقد تزداد الحالة سوءً حتى يصل
إلى الجنون، فإذا تسبب السحر بدخول الشياطين إلى الجسد، فإن الشياطين تتسبب
بالأمراض على اختلاف أنواعها كما سنشرح لاحقاً.
ما سبق شرحه يوضح
سبب كسر الحصن الطبيعي للمسلم والذي يسمح بدخول شيطان إلى الجسد، وتدخل
الشياطين إلى جسد الإنسان لسببين: الأول: ما يُسمى بالمس العارض، حيث يكون
شيطان قريب من الإنسان فيرى هذا الشيطان أن الحصن وقد كُسر لإنسان ما
فيستغل الأمر ويلبسه، أما السبب الثاني: المس بالسحر ويكون نتيجة وجود
شيطان يُلاحق إنسان بعينه مرصود بسبب عمل سحر، وفي كل الأحوال لا يدخل
الشيطان إلى المُسلم المُحصّن كما أرشدنا الحبيب رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ولا يعني دخول الشياطين إلى الجسم أنها بدأت فورا بالتحكم في حواسه،
ولكن مع توالي الكبائر يستحوذ الشياطين على الجسد والتفكير، وسنشرح لاحقا
كيف يُحصن المسلم نفسه فلا يدخل جسده شيطان ولا يتأثر بسحر بعون الله
تعالى
.