بيان الظواهر الخارقة من كتاب الله

بيان الظواهر الخارقة من كتاب الله

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله

سلام من الله عليكم عباد الرحمن ورحمته وبركاتة

سبحانه الظاهر فوق كل ظاهر حين قال

{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
( فصلت - 53 )

قالوا أن :الثابت لدى دارسي الباراسايكولوجيا من باحثين تتبّعوا الفعاليات ( الخارقة ) عند الأشخاص الذين بوسعهم القيام ( بالظواهر الخارقة ) وتابعوها انثروبولوجياً وايثولوجياً في أماكن ظهورها في المجتمعات والتجمّعات البشرية .
أن هذه الظواهر هي ليست عامة مميّزة لكل أفراد النوع الإنساني؛
حيث ثبت من البحوث المختبرية والدراسات الميدانية (الحقلية) أن قلّة قليلة من أفراد الجنس البشري بمقدورهم استعراض ( فعاليات خارقة ) غير نمطية .
وأن هذه القلّة لا تستطيع أن تنقل مقدرتها غير النمطية هذه إلى باقي البشر عن طريق تقنية التعليم والتعلّم أو عن أي طريق آخر ,, .
د. جمال نصار حسين - الشميساني – عمان - المملكة الاردنية الهاشمية


إلا أن الشارع سبحانه وتعالى - ومما يزيد عن اربعة عشر قرناً مضت – أنزل على عبدة ورسولة " محمد " صلى الله عليه وسلم ,
أنه من بعد نعمه وعطائاتة لعامة خلقه سواء مؤمنين منهم أو كافرين أو ملحدين – أوما نعلم منهم وما لم نعلم .
فَصل وبين هذا الكلام وتلك المقامات على ثلاث طبقات و مقامات تسرى على الثقلين .


أولا : القله المؤمنة ( من عامة خلق الله )
ثانيا : الخواص ( من عامة المؤمنين )
ثالثا : الْمُصْطَفَيْنَ ( من مجموع الخواص )

حيت أنه من القدرات والتجليات الإلهيه على عباده طبقا لهذه التصانيف , على ثلاث وجوه :

1 - القِلة المؤمنة ( من عامة خلق الله )

حيث جعل من الظواهر الخارقة التى تحدث للقِلة المؤمنه على كوكب الأرض – ونقول قِله مؤمنه لقوله تعالى { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } ( يوسف 103 )
فيمكن نقل مقدرتها غير النمطية هذه الى باقي البشر – عن طريق تقنية التعليم والتعلم – أو عن أى طريق آخر بإعتبار توافر عدة شروط منها ( الإيمان و التقوى واليقين )
قال تعالى : { قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ } ( الأنبياء - 108 )
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } ( الأعراف : 156 )
{ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } ( الأنعام – 75 )
ومن امثلتها فى مقامنا هذا :
تأثير بعض الكلمات { القُرْآنُ الكَرِيم } أو الرقى والعزائم والأقسام ( لتحقيق بعض الأغراض ) سواء كانت علاجية أو غير ذلك والتى تؤثر فى جميع البشر بشكل مادى وحسى ومعنوى وروحى , أياً ما كان من رددها وقرأها بتوافر الشروط ومنها السابق ذكرها .
و مثل السكينة والطمأنينة التى يشعر بها البشر من ذكر أو تلاوة بعض تلك الكلمات أو غيرها من الكلمات وسبحانة القائل : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ( الرعد:28 )

وذلك من المفهوم العام .

أما من المفهوم الخاص :

2 - الخواص - الْمُخْلَصِينَ ( من عامة المؤمنين – قِلة القِلة )

ونقول قِلة القِلة لقوله تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } ( يوسف - 106 )
{ إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ }( الصافات – 128 )
حيث نجد أن بعض الظواهر الخارقة – والتي تحدث لآحاد الناس من هؤلاء الخواص – لا يمكن نقل مقدرتها غير النمطية الى باقي البشر عن طريق أي تقنيه – إلا لمن يشاء الله ويرضى - وهى تحتاج الى عديد من الشروط منها ماسبق ذكره عند العامة ويضاف اليها العديد مثل الصبر و التقوى
( وهى التى يأتيها الله للخواص وخواص الخواص و الْمُخْلَصِينَ – بفتح اللام - ) مثل ما فى قوله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } (الحجرات - 13)
وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي ...
ومنها على سبيل المثال { فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَاۤ اٰتَيْنٰهُ رَحْمَةً مِّنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنٰهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْمًا‏}
( الكهف - 65 )
ومنها { قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } ( النمل - 39 )
فهائولاء لم يكونو ا رسل ولا أنبياء ولكن أتاهم الله من فضله فواحد عَلَّمْنٰهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْمًا والثانى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ .
ومن أكبر الدلائل على أن مواهبهم وقدراتهم غير النمطية يمكن أن تنقل "" لمن يشاء الله ويرضى ""
قوله عز القائل : { هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا *قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } ( الكهف – 66, 67 ) . فالتقوى و الصبر من أهم الشروط .
قال تعالى : { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } ( يوسف – 90 )
وكذلك المنح الروحانيه و القدرات العلاجية والمعاملات الخفية – والتى وهبها الله لبعض من عباده دون الأغلبية من القِلة المؤمنه .
والتى تستلزم بجانب الإيمان والتقوى والصبر وما سبق أن ذكر من شروط , العديد من الشروط منها الأخلاص و اليقين والتوحيد وعدم الشرك بالله
وهذا شرط لا يتوافر الا لخواص الخواص وقِلة القِلة من القِلة المؤمنة .
فصدق الله حين قال : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } ( يوسف - 106 )
ومن البعض من يعد تلك الفئة من قبيل المعجزات
وسبحانة القائل : { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } ( يوسف – 76 )
{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } ( القصص - 68 )


أما عن الوجه الثالث

3 - الْمُصْطَفَيْنَ ( من مجموعة الخواص )

و هم الذين قال الله فيهم : { إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ *وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ }
( سورة ص – 46 , 47 )
وهى التى تشملها المعجزات التى إختص بها رسله وأنبيائه .
وهى خاصة لرُسل الله و أنبيائه وهى من النوع الذى لا تستطيع أن تنقل مقدرتها غير النمطية إلى باقي البشر عن طريق تقنية التعليم والتعلّم أو عن أي طريق آخر.
ومنها على سبيل المثال كشق البحر لموسى و الرفع لعيسى وسلامة النار لإبراهيم وشق القمر لمحمد – صلى الله عليهم وسلم أجمعين –
وسبحانه القائل : { قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } ( الأنعام - 124 )

و هذا مما أتانى الله فما من صواب فبفضل الله ورحمة وما من خطاء أو سهوُ أو نقصان فمنى ومن الشيطان .
هذا والله أعلى وأعلم ... وللحديث بقية

ومن أدعى أو نسب من ذلك شئ الى نفسه أو الى غيره { فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } 0 ( التوبة – 129 )


ففهم واعلم يا من تعلم .. ويا من لا تعلم .. ويا من بك الله أعلم

تقبلوا تحياتى :